التاريخ: 30 / 08 / 2008 الساعة : 16:08
في كل يوم يتم الإفراج فيه عن أسير من خلف قضبان سجون الاحتلال فهو يعتبر نصرا بحد ذاته فكيف يكون ذلك عندما تكون كوكبة من أبناء هذا الشعب وخاصة إذا كانت من بينهم ما بين قدامى الأسرى أو أسيرات أو قيادات مختلفة .....
فبالأمس هبت الأراضي الفلسطينية عن بكرة أبيها من اجل الاحتفال بكوكبة أخرى تتنسم عبق الحرية بعد طول انتظار وما واكب هذا الانتظار من الم وأمل وسعادة ووجع لمن عاشوا اللحظات الحرجة داخل المعتقلات أو لذويهم ممن حرموا من رؤية أبنائهم أو معانقتهم بسبب إجراءات الاحتلال لسنوات طويلة كثيرا.
وفي المقابل فان أي أسير يخرج إلى الحرية يترك وراءه إخوة أعزاء يتمنى ان يراهم مرة أخرى ويؤكد ان فرحته بحريته تبقى منقوصة ولن تكتمل إلا بعودة هؤلاء الإخوة والزملاء إلى كنف أهلهم وإغلاق ملف الأسرى والى الأبد وخاصة الأسرى القدامى منهم.
ولكن الغريب في الموضوع انه منذ ان أقرت حكومة الاحتلال بالإفراج عن الأسرى وما سمته حسن النية إلى ان أطلق سراحهم اعتقلت ما يقارب ماية وعشرون فلسطينيا آخر وكان عدد الأسرى في سجون الاحتلال مكتوب على جبينه ان يحافظ على مجموعه وان لا يقل مطلقا.
وهذا الواقع يتكرر في كل صفقة تبادل للأسرى وكأنه أمر منسق من قبل حكومة الاحتلال التي تدعي حرصها على السلام في المنطقة وإذا كانت صفقة حسن النية كما تسميها الحكومة الإسرائيلية بالإفراج عن مائتي أسير واعتقال مائة وعشرين آخرين في فترة وجيزة للغاية لا تزيد عن عشرة أيام أي بمعدل اثني عشرة أسيرا يوميا فان ذلك يدعو لان يعيد الفلسطينيون حساباتهم جيدا حيث ان اعتقال اثني عشر فلسطينيا بشكل يومي معناه ان أعداد الأسرى الفلسطينيين في ازدياد مضطرد وأنهم لن يقل عددهم داخل معتقلات الاحتلال وإطلاق سراح بعضهم بين الحين والآخر هو بمثابة ذر الرماد بالعيون وتسجيل النقاط الإعلامية على الجانب الفلسطيني المرة تلو الأخرى ليس أكثر وقد نصل بعد فترة إلى فتح أقسام جديدة في سجون الاحتلال أو بناء سجون أخرى بدلا من تبيض هذا الملف وإغلاقه إلى غير رجعة.
وقضية الأسرى يجب ان تبقى على طاولة المفاوضات ويجب العمل على إنهائها بأسرع وقت ممكن وبدلا من الدعاية الإعلامية للاحتلال بإطلاق سراح عدد من الأسرى يجب التركيز دائما على وجود الآلاف من الأسرى خلف القضبان بحاجة ماسة دائما لتقديم الدعم لهم من خلال إطلاق سراحهم وتقديم كافة المساعدات الإنسانية لهم والضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه السياسة والى الأبد لان الجنح للسلام إذا كان مطلبا عند حكومة الاحتلال تسعى لتطبيقه يتطلب استحقاقات مختلفة أهمها إغلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال وليس إطلاق مجموعة واعتقال مقابلها أو إطلاق مجموعة بما يواكبها من بهرجة إعلامية واعتقال مقابلها بهدوء ودون انتباه من احد فهل هذا معقول؟؟؟
نعم نفرح مع كل دمعة فرح في عيون كل أم تعانق فلذة كبدها بعد طول غياب ونحزن مع كل أم تبكي ولدها خلف القضبان ولكن نبقى على ثقة بان صبر الفلسطيني اكبر من صبر أيوب وان شعاع نفق الحرية قريب المنال دائما فهنيئا للأسرى بنسائم الحرية بعد طول انتظار ولكن فرحتنا بهم تبقى منقوصة دائما إلا بإغلاق هذا الملف وتبيض السجون من الأسرى وعودتهم إلى أحضان ذويهم.